نسمع دائماً من كبار السن كلمة (( الثلاث البيض )) وإنها من الأمور الملزمة للشخص والذي يجب عليه المحافظة عليها والدفاع عنها بكل ماأوتي من قوة حتى لو أدى ذلك إلى هلاكه دونها لأن هلاكه دونها والدفاع عنها يعتبر شرفاً كبيراً لدى العرب ، وعند ذكر الرجل يقال والله والنعم فيه (( وجهه أبيض )) ومات من أجل الحفاظ على بياض وجهه وتعتبر مفخرة له على مدى الدهر ، وحامي الثلاث البيض يعتبر رجل ذا قيمة كبيرة عند ربعه وعند القبائل كافة ومكانه في صدر المجلس دائماً . والثلاث البيض هي من العادات والأخلاق الحميده عند العرب حتى في الجاهلية كانت العرب تفتخر بهذه الخصال الحميدة وكثرت في اشعارهم المدحية التي يمتدحون بها شخص معين أو قبيلة معينه ، وهي من الصفات والأخلاق الرفيعة التي أتى الإسلام ليتممها كما قال عليه الصلاة والسلام فيما معناه (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )).
أختلف الرواة في ذكر الثلاث البيض وتحديدها ولكن الأغلبية ذكروها في ثلاث أشياء ووضعوا لها كلمات سجعية كقولهم :
1- جار الطنب
2- خوي الجنب
3- الدخيل إذا طب .
ولتفسير هذه الثلاث البيض نقول وبالله التوفيق :1-
جار الطنب : المقصود به الجار القريب ، والطنب عند لغة العرب هو حبل البيت الذي يثبت البيت ويحميه من السقوط (( بيت الشعر )) والمقصود بجار الطنب يعني الجار الذي يكون طنب بيته قريب من طنب بيتك . حتى لوكان هذا الجار أو الحليف لك من قبيلة أخرى وحتى لو صار بين قبيلتك وقبيلة جارك ثأر أو حرب مفاجئة فإنه يجب عليك حماية جارك والدفاع عنه من أقرب الناس لك ولاتجعل قبيلتك يعتدون عليه وهو جار لك فإن ذلك يعتبر (( سواد وجه )) لك لأنك لم تدافع عن جارك . وأذكر أن أحد كبار السن لدينا قد حكى لنا قصة حدثت مع رجل من قبيلة (( دعد )) من هذيل حيث قام رجال من قبيلة أخرى بقتل أخيه على مورد ماء وكان لهذا الرجل جار من هذه القبيلة وأتى جماعة الرجل الدعدي يريدون أن يأخذوا بثأرهم من جاره ، فتصدى لهم بكل صلابة وقوة ومنعهم من الإعتداء على جاره رغم أن المقتول أخوه ، فقالوا له جماعته تمنعنا عنه وجماعته قتلوا أخيك ؟ فقال لهم (( أتريدون أن تصيبوني بمصيبتين في وقت واحد قتل أخي وسواد وجهي ؟ )) ثم تركوه وذهبوا وقام بالتلطف لجاره وقال له إن أحببت أن تقيم معنا فأنت جاري وروحي قبل روحك ، وإن أردت الذهاب لأهلك وجماعتك فأنت في حمايتي حتى تصل قومك . فطلب الرجل اللحاق بأهله وجماعته فقام بحمايته حتى وصل إليهم . ولذلك أصبحت حماية الجار والدفاع عنه من الثلاث البيض لدى العرب .
2- خوي الجنب : هو رفيق الدرب أو صاحبك في السفر أو صديقك الذي عشت معه وأكلت معه الزاد والملح فأنت مطالب بالدفاع عنه وحفظ الأخوة والصداقة له على مدى الدهر وواجب عليك زيارته والسؤال عنه وعدم الغدر به فكل ذلك يعد من بياض الوجه عند العرب ، حتى لو حدث بينك وبين جماعة خويك نزاع أو قتال أو حرب فإنك تتحاشى أن تقاتله وتحفظ أخوته حتى في أحلك الظروف وأصعبها .
3- الدخيل إذا طب : ونعني بذلك الدخيل الذي يطب عليك فجأة في بيتك ويطلب حمايتك ويكون هذا الدخيل مطرود من قبل أناس آخرين أو مطالب بثأر من قبيلة أخرى فيهرب منهم ويدخل عليك طالباً حمايتك منهم ، أو يدخل عليك شخص لكي تحل له مشكلة كبيرة المت به ففي هذه الحالة وجب عليك حمايته والوقوف دونه بكل ماتستطيع حتى لو كلفك ذلك حياتك ومالك .وكانت العرب تحمي دخيلها المطلوب في قضية قتل لمدة (( سنه وشهرين )) وأحياناً أكثر من ذلك يكون خلالها هذا الدخيل في أمن وأمان عند هذا الشخص أو هذه القبيلة فلو أعتدي عليه خلال هذه المدة فأنت المسئول عنه وتأخذ بثأهره ممن أعتدى عليه وقد نشبت حروب كثيرة بسبب الدخيل . لأنه لو أعتدي على دخيلك وأهين وهو في دخالتك يكون ذلك سبب (( سواد وجهك )) عند قبيلتك وعند العرب ، ولذلك أعتبرت حماية الدخيل من الثلاث البيض التي يجب على الإنسان الدفاع عنها .
أختلف الرواة في ذكر الثلاث البيض وتحديدها ولكن الأغلبية ذكروها في ثلاث أشياء ووضعوا لها كلمات سجعية كقولهم :
1- جار الطنب
2- خوي الجنب
3- الدخيل إذا طب .
ولتفسير هذه الثلاث البيض نقول وبالله التوفيق :1-
جار الطنب : المقصود به الجار القريب ، والطنب عند لغة العرب هو حبل البيت الذي يثبت البيت ويحميه من السقوط (( بيت الشعر )) والمقصود بجار الطنب يعني الجار الذي يكون طنب بيته قريب من طنب بيتك . حتى لوكان هذا الجار أو الحليف لك من قبيلة أخرى وحتى لو صار بين قبيلتك وقبيلة جارك ثأر أو حرب مفاجئة فإنه يجب عليك حماية جارك والدفاع عنه من أقرب الناس لك ولاتجعل قبيلتك يعتدون عليه وهو جار لك فإن ذلك يعتبر (( سواد وجه )) لك لأنك لم تدافع عن جارك . وأذكر أن أحد كبار السن لدينا قد حكى لنا قصة حدثت مع رجل من قبيلة (( دعد )) من هذيل حيث قام رجال من قبيلة أخرى بقتل أخيه على مورد ماء وكان لهذا الرجل جار من هذه القبيلة وأتى جماعة الرجل الدعدي يريدون أن يأخذوا بثأرهم من جاره ، فتصدى لهم بكل صلابة وقوة ومنعهم من الإعتداء على جاره رغم أن المقتول أخوه ، فقالوا له جماعته تمنعنا عنه وجماعته قتلوا أخيك ؟ فقال لهم (( أتريدون أن تصيبوني بمصيبتين في وقت واحد قتل أخي وسواد وجهي ؟ )) ثم تركوه وذهبوا وقام بالتلطف لجاره وقال له إن أحببت أن تقيم معنا فأنت جاري وروحي قبل روحك ، وإن أردت الذهاب لأهلك وجماعتك فأنت في حمايتي حتى تصل قومك . فطلب الرجل اللحاق بأهله وجماعته فقام بحمايته حتى وصل إليهم . ولذلك أصبحت حماية الجار والدفاع عنه من الثلاث البيض لدى العرب .
2- خوي الجنب : هو رفيق الدرب أو صاحبك في السفر أو صديقك الذي عشت معه وأكلت معه الزاد والملح فأنت مطالب بالدفاع عنه وحفظ الأخوة والصداقة له على مدى الدهر وواجب عليك زيارته والسؤال عنه وعدم الغدر به فكل ذلك يعد من بياض الوجه عند العرب ، حتى لو حدث بينك وبين جماعة خويك نزاع أو قتال أو حرب فإنك تتحاشى أن تقاتله وتحفظ أخوته حتى في أحلك الظروف وأصعبها .
3- الدخيل إذا طب : ونعني بذلك الدخيل الذي يطب عليك فجأة في بيتك ويطلب حمايتك ويكون هذا الدخيل مطرود من قبل أناس آخرين أو مطالب بثأر من قبيلة أخرى فيهرب منهم ويدخل عليك طالباً حمايتك منهم ، أو يدخل عليك شخص لكي تحل له مشكلة كبيرة المت به ففي هذه الحالة وجب عليك حمايته والوقوف دونه بكل ماتستطيع حتى لو كلفك ذلك حياتك ومالك .وكانت العرب تحمي دخيلها المطلوب في قضية قتل لمدة (( سنه وشهرين )) وأحياناً أكثر من ذلك يكون خلالها هذا الدخيل في أمن وأمان عند هذا الشخص أو هذه القبيلة فلو أعتدي عليه خلال هذه المدة فأنت المسئول عنه وتأخذ بثأهره ممن أعتدى عليه وقد نشبت حروب كثيرة بسبب الدخيل . لأنه لو أعتدي على دخيلك وأهين وهو في دخالتك يكون ذلك سبب (( سواد وجهك )) عند قبيلتك وعند العرب ، ولذلك أعتبرت حماية الدخيل من الثلاث البيض التي يجب على الإنسان الدفاع عنها .